Publisher .ديمقراطية التعليم في الفكر التربيوي النقدي / شبل بدران C20 educ.

لا تزال حركة الفكر التربوي العربي مقيدة بالإنتاج المعرفي، خلال النصف الأول من القرن العشرين، وإن كانت هناك بعض الاجتهادات التي اشتبكت مع أطروحات الستينات ومطلع السبعينات، لكن هذه الاجتهادات ظلت أسيرة البحث التربوي على مستوى الأفراد، وظلت أيضاً حبيسة داخل بعض الدوريات محدودة الانتشار، وكذا مدى بعض المشتغلين بالعلم التربوي وحركة التجديد التربوي، إلا أنها لم تصل بعد لكي تكون تياراً عاما في الوسط التربوي برمته، طلاباً ودارسين وباحثين ومفكرين.يقول د. شبل بدران في كتابه «ديمقراطية التعليم في الفكر التربوي»: «من هنا كان انشغالنا الجوهري والأساسي بحركة التجديد في الفكر التربوي خلال العقود الثلاثة الماضية، لأن تلك الحركة طرحت على الواقع المعيش في المجتمعات الرأسمالية الصناعية المتقدمة أفكاراً لم تكن مطروحة من قبل، واستطاعت أن تفعل الحركة التربوية على صعيد الفكر التربوي المعاصر، الذي يتجسد في حركة الاتجاه النقدي الذي انتشر في أوروبا وأمريكا في النصف الثاني من القرن العشرين».ويحوي هذا الكتاب العديد من الأطروحات النظرية للاتجاه النقدي، سواء في أوروبا، أو أمريكا، التي تمثلت في ديمقراطية التعليم والثقافة، والسعي نحو تحقيق المساواة والعدالة في التعليم والواقع الاجتماعي المعيش، من هنا كان جوهر توجه الفكر النقدي هو السعي نحو تحرير الإنسان وتحرير ذهنيته وخلق المجتمع الحر الذي تتحقق فيه المساواة، من دون قيود اجتماعية، أو ثقافية، أو عرقية، أو جنسية.وعلى الرغم من أن تلك الحركة التجديدية في الفكر التربوي المعاصر، وتحديداً في الاتجاه النقدي انشغل بها العالم المتقدم منذ مطلع السبعينات حتى الآن، إلا أن حركة الفكر التربوي العربية لا تزال تدور حول مجمل أفكار «جون ديوي»، وما طرحه من خلال فلسفته التربوية الشائعة في واقعنا المعاصر، وظلت حركة الفكر التربوي النقدي بعيدة عن متناول أيدي الباحثين والدارسين المشتغلين بالعلم التربوي.يحتوي الكتاب في فصله الأول الأبعاد الاجتماعية والتربوية للمنهج النقدي، من خلال طرح المفاهيم والخصائص والعلاقات الناشئة عن ذلك المنهج الذي يعد أحد أهم الآليات في فهم الفكر التربوي المعاصر، وفي الفصل الثاني ديمقراطية التعليم في الفكر النقدي، يطرح المؤلف النظريات التي عالجت مفهوم ديمقراطية التعليم زوايا عدة، من خلال طرح أفكار نظرية الاقتصاد السياسي، ونظرية رأس المال الثقافي، وعلم اجتماع التربية الجديد، ثم النظرية النقدية في التربية، فهذه النظريات جميعها اهتمت بشكل أساسي، وليس بمفهوم ديمقراطية التعليم في العالم العربي المتقدم والنامي على السواء.